أسس بناء العلاقات الذاتية: التواصل، الصدق، التعاطف، الترابط

هل جرّبت أن تخرج مع صديق مقرّب لتعود إلى المنزل بطاقة إيجابية، ووجه تعلوه ابتسامة كبيرة، والكثير من القصص التي تتوق لتشاركها مع العائلة؟. تجربة ممتعة بلا شك نعيشها بشكل متكرر. 

لكن هل جربّت أن تخرج مع صديق تشعر في حضرته بالهدوء، والرضا، والإرتياح، وتستشعر معه حضورك في اللحظة؟ 

العلاقات العميقة تميل إلى أن تشعرنا بالاكتمال، وأن تعزز المشاعر الإيجابية داخلنا عن أنفسنا وعن الآخرين أيضاً. 

بالنسبة لي، العلاقات الممتلئة بالمعنى تتميّز بعدد من الصفات، وهي: 

1- التواصل:

ما: الاتصال هو الاستماع عند التعبير عن النفس أو الاستماع إلى أفكار الشخص الآخر ومشاعره واحتياجاته.

لماذا: لأنه هو الطريقة الوحيدة لفهم ما يحدث في رأس الشخص الآخر وجسده

كيف: عن طريق التواجد في اللحظة والاعتراف بما يقال شفهيًا وغير شفهيًا مثل الكلمات والنبرة والتعبيرات، بما وراء ذلك

المزيد: عندما نتواصل نحن نحافظ على تدفق الطاقة. من خلال الاتصال، نميل إلى فهم بعضنا البعض على مستوى أعمق مما يساعدنا على تطوير علاقات ذات معنى يمكن أن تساعدنا على التطور والنمو معًا..

2- الصدق

ما: الصدق هو أن تكون صادقًا؛ عندما تتطابق كلماتك مع أفعالك

لماذا: إنه يبني الكفاءة، ويخففك من أن تكون شيئًا آخر لست عليه، ويساعد الشخص الآخر على فهم احتياجاتك

كيف: بالتزامن مع الأمور والمتابعة

المزيد: عندما نكون أنفسنا، نجتذب الناس الذين إما يشبهونا أو مهتمون بالبقاء بالقرب منا. عندما نقول نعم لكل شيء، قد يكون لديه ثقل علينا. الالتزام بخطوات أصغر سيساعدنا على البقاء ثابتين والحصول على المساعدة عند الحاجة. الصدق يبقينا قريبين لفترة أطول.

3- النزاهة:

ما: النزاهة هي أن تكون صادقًا وموثوقًا؛ عندما تتحلى بالأمانة وتلتزم بالقيم الأخلاقية.

لماذا: لأن النزاهة تبني الثقة والاحترام بين الأفراد وتساهم في بناء علاقات صحية ومستدامة.

كيف: من خلال الالتزام بالوعود، والتصرف بنزاهة وشفافية في جميع الأوقات، حتى في الظروف الصعبة.

4- الرحمة:

ما: الرحمة هي قدرة على مشاعر العطف والتعاطف مع الآخرين، والتفهم لمعاناتهم والتحرك لمساعدتهم.

لماذا: لأن الرحمة تجلب السلام الداخلي والتوازن العاطفي، وتقوي العلاقات الاجتماعية وتزيد من مستوى السعادة الشخصية.

كيف: عن طريق التواصل بلطف وتقديم الدعم للآخرين، والاستماع بفهم وتقدير، وتقديم المساعدة بكل ما نستطيع.

5- الترابط البيني:

ما: الترابط البيني هو الاعتماد المتبادل بين الأفراد والاعتماد على بعضهم البعض في مختلف جوانب الحياة.

لماذا: لأن الترابط البيني يعزز الانتماء والدعم المتبادل، ويخلق شعورًا بالأمان والاستقرار.

كيف: عن طريق تقديم المساعدة والدعم للآخرين عند الحاجة، والعمل سويًا على تحقيق الأهداف المشتركة، وبناء الثقة والتعاون المستمر.

6- الهدف:

ما: الغرض هو الهدف العميق والمعنوي الذي يدفعنا للعمل والتطور وتحقيق الإنجازات.

لماذا: لأن وجود الغرض في الحياة يمنحنا الاتجاه والتحفيز، ويعزز الشعور بالرضا والسعادة.

كيف: عن طريق تحديد أهداف محددة ومعنوية تعكس قيمنا ومبادئنا، وتوجيه جهودنا نحو تحقيقها بالتصميم والتفاني.

فن بناء العلاقات

رحلة بناء علاقات ممتدة في الذات

تشكّل العلاقات الذاتية بلا شك قواماً لنجاحنا وسعادتنا، يعتبر التواصل الصادق والنزيه والرحيم والمتبادل أساسيًا. تجسد هذه العلاقات الروح الدافئة للتفاهم والدعم المتبادل، وتمنحنا الثقة والأمان في أنفسنا وفي الآخرين.

يستند بناء العلاقات الذاتية على أسس قوية تعكس أهمية التواصل الصادق، والنزاهة، والتعاطف، والترابط البيني. فقد يترتب عن تلك العلاقات العميقة والمعنوية تجارب متنوعة، فمن الممكن أن تعود إلى المنزل بابتسامة وطاقة إيجابية بعد نزهة مع صديق، أو تشعر بالهدوء والرضا بعد أخرى بدون كلمات. إن الاستفادة من تلك التجارب تكمن في فهم العمق والمعنى الذي تحمله العلاقات التي نبنيها.

في عالم العلاقات، يجسد التواصل قاعدة أساسية. يمكن أن يكون التواصل فعالًا عندما نفهم أفكار ومشاعر الآخرين بعمق، وهو ما يحفز علاقاتنا على التطّور والنمو، ويشكّل الصدق أحد أركان بناء الثقة والأمان في العلاقات، حيث يتجلى في التوافق بين الأفعال والأقوال، والإلتزام بالوعود، والتصرف بشفافية في جميع الأوقات، حتى في الظروف الصعبة. وتسهم النزاهة في بناء الثقة وتقوية الروابط، بينما يجسد التعاطف قيمة الاهتمام والتفهم، ويعزز العلاقات الإيجابية، ويجلب السلام الداخلي والتوازن العاطفي، ويعزز الترابط البيني روح الدعم المتبادل، والتضامن، والتآزر بين الأفراد، ويخلق شعوراً بالإستقرار والأمان.

وأخيراً، فإن وجود مغزى ومعنى للعلاقات يعطيها طابعًا معنويًا، ويصقلها، فعندما يتشارك الأفراد نحو تحقيق الأهداف المحددة التي تعبّر عن قيمهم ومبادئهم، يتجاوزون الحواجز ويبنون علاقات ملؤها التفاني والود.

باختصار، ومثل كل مطلب في الحياة، يحتاج بناء العلاقات الذاتية إلى جهود متواصلة تستند إلى قيم الصدق، والنزاهة، والتعاطف، والترابط البيني، ووجود معنى للعلاقات، لتحقيق التوازن والرضا والسعادة في الحياة الشخصية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *